لماذا لا يبتسم الناس في الصور القديمــــة؟
سؤال غريب؟ ربما... لكن، ألم يخطر ببالك من قبل؟
كثيراً ما سمعنا ان الحياة قبل انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كانت أكثر سعادة ودفئاً من الآن.
لكن، لا توجد صورة واحدة قديمة تحوي شخصاً مبتسماً!، ومهما كانت الظروف.
لكن، حقاً.. لماذا ؟
يعتقد البعض أن هذا بسبب سوء العناية السنية في ذلك الوقت. تخيل أنك تعاني نخراً وتسوساً بل حتى تشوهاً في أسنانك، بالتأكيد لن تفضل اظهارها في أي صورة. لكن، يمكن دحض هذا الاعتقاد بسهولة : فلو أن الكل يعاني من هذه المشكلة، فلن تكون مشكلة أصلاً! ؛ أنت لن تشعر أنك مختلف لأن الكل يشبهك.
النظرية الأخرى التي تفسر الأمر تتعلق بتكنولوجيا التصوير القديمة : كانت آلات التصوير القديمة تحتاج زمناً طويلاً حتى تستطيع التقاط الصورة وهو ما يسمى بـ Exposure Time. الأمر ببساطة هو أنه من الصعب أن تحافظ على ابتسامتك بلا حراك لمدة طويلة من الزمن، ولهذا كانوا يختارون التعبير الأسهل الذي يستطيعون الحفاظ عليه : أي التعبير الجامد الذي يمكن الحفاظ عليه بلا جهد طوال أي وقت.
يرى بعض الخبراء أيضاً أن الأمر قد يكون بعيد عن هذا أيضاً. كان الاعتقاد المتغلغل قديماً أن الابتسامة العريضة والضحك تتزامن مع الجنون، والصخب والرعونة وغيرها من الصفات غير المرغوبة والتي لا تلقى الاحترام في المجتمعات القديمة عامة.
بالإضافة إلى ذلك، وإذا عدنا إلى مئات السنين وحتى قبل اختراع الكاميرا، كانت الصورة الشخصية لأحدهم ( بورتريت Portrait )هي تجربة يقوم بها الشخص مرة واحدة في عمره، لذا اذا أردت أن تجسدني على خيوط القماش هذه فأظهرني شخصاً مهاباً ومحترماً وثقيل الطلة؛ أظهرني جامد الوجه بلا ابتسامة.
كان التعبير الرسمي على الوجوه هو السائد في كل الاحوال، بينما تحمل الابتسامة العريضة والضحك التساؤلات حول سلامتك العقلية واحترامك للتقاليد.
ولأن الصورة الأولى كانت باهظة الثمن للغاية فإنها عوملت كما كانت تعامل الصور الشخصية ( البورتريت ) من حيث المبدأ.
أصبحت الابتسامة أكثر شيوعاً في الصور ابتداءً من عشرينيات القرن العشرين، حيث استطاعت تكنولوجيا التصوير اختصار زمن التصوير كثيراً، وأصبحت الكاميرا أكثر شيوعاً وأسهل استخداماً.
