ما هي كرات دايسون؟
يعرف أنصار الطاقة الشمسية المتجددة وعشاقها يقيناً اننا لا نستخدم إلا جزءاً ضئيلا للغاية من الطاقة الشمسية التي تصل إلى كوكبنا. لكن، ماذا اذا كنا قادرين - كحضارة بشرية - على جمع كل الطاقة الشمسية؟اذا استطعنا ذلك، فإننا سنصل بصورة او بأخرى إلى ما يسمى بكرة دايسون للطاقة، أو كما يسميها البعض قشرة دايسون، او بناء دايسون الضخم.
كان الفيزيائي ورائد الفضاء فريمان جيه. دايسون هو أول من طرح هذه الفكرة عام 1960. نشر دايسون ورقة علمية بسيطة من صفحتين فقط في مجلة العلم حول البحث عن مصادر صناعية حول النجوم لجمع الاشعاع تحت الاحمر، وذلك لظنه أن الطاقة التي من الممكن الحصول عليها من نظام نجمي بحجم مجموعتنا الشمسية ليس كافياً لنا نحن الارضيين.
افترض دايسون انه ببحثنا عن تركيبات مماثلة في الفضاء - بنية خاصة حول النجوم لتجميع الطاقة - فربما نصل إلى أدلة على وجود حضارات أخرى متقدمة في هذا الكون، وفي الواقع، بدأت مجموعات من رواد الفضاء بالبحث الفعلي عن أدلة على وجود كرات دايسون.
لو شئنا الدقة، افترض دايسون ان النظام الصناعي الخاص لجمع طاقة النجوم سيكون شبيها بـ "قشرة" مصنوعة من تجمعات لـ"حلقات" حول نجم وليس كرة مصمتة.
يفترض دايسون أن كرة لتجميع طاقة نجم كشمسنا يجب أن تكون بقطر الأرض ( 150مليون كم تقريباً)، ووصفت كرة دايسون بأنها قد تكون على شكل قشرة كروية مكونة من مجمعات للطاقة النجمية، وهذا سيسمح نظريا باستغلال معظم الطاقة النجمية التي يشعها النجم. وبكمية طاقة هائلة كهذه ستضمن حضارات تكنولوجية متقدمة حياة طويلة غير مهددة بالفناء بفعل عدم كفاية الطاقة.
استعار الكثير من مؤلفي الخيال العلمي فكرة كرة دايسون لكتاباتهم، لكن الحقيقة هي أن دايسون نفسه اعترف ان الهام الفكرة جاءه بعد قرائته رواية صانع النجم Star ,Maker للمؤلف Olaf Stapledon عام 1937.
وكما أشرنا آنفا، بدأ رواد الفضاء بحثا جادا عام 2013 حول وجود كرات دايسون في فضاء مجرتنا درب التبانة. ونتيجة لعقود من الاحباطات المتتالية نتيجة لفشلنا في التقاط أي موجات راديوية من الفضاء من أي حضارات ذكية أخرى في هذا الكون، فإن استراتيجية البحث عن كرات دايسون تبدو مؤملة بعض الشيء.
لكن، عمّ سيبحثون بالضبط؟
عندما تحيط كرة دايسون بنجم ما فإنها تمتص معظم طاقته فلن يظهر النجم، لكنه سيشع اشعة تحت حمراء حرارية، فلو رصد العلماء اشعة حرارية دون مصدر قلربما تكون صادرة عن كرة دايسون، وهذا ما يبحث عنه العلماء؛ تلك الطاقة المعاد اشعاعها حول النجوم في مجرتنا، الدرب اللبني.
