الجنة المفقودة... ما هي شانغري لا ؟

ما هي شانغري لا Shangri La ؟

بالتأكيد سمعت بهذه الكلمة من قبل؛ إنها مرادف اليوتوبيا في أعراف الكثيرين.

لكن، ما هو أصل الكلمة ؟

أنت تعرف بالتأكيد تلك الفكرة القديمة، إنها قديمة قد التفكير ذاته..

أسطورة الجنة الأرضية : أرض تحمل كل مواصفات الجنة لكنها على الأرض، ابتداءً من الملحمة السومرية وحتى أسطورة " جزر البركة " في الثقافة السلتية، كانت الفكرة تتكرر وبشدة في الكثير من الأدبيات والثقافات وعلى مر آلاف السنين. فلا عجب أن الأدباء المحدثين تناولوا الفكرة بطريقة أو بأخرى .

جنة أرضية حالمة، حيث لا دمار ولا خراب ولا حروب ولا حتى فساد، يعيش فيها البشر في شباب شبه دائم و بتناغم عميق مع الطبيعة، وحكمة تتناقلها الأجيال..

صورة تخيلية لشانغري لا

بكلمة أخرى ، إنها شانغري لا…

رواية الفردوس المفقود

شانغري لا ذاتها هي قصة حديثة ابتدعها الكاتب الانجليزي جيمس هيلتون في روايته الشهيرة ( الفردوس المفقود The Lost Horizon ) عام 1933. في هذه الأعوام العصيبة التي سبقت الحرب العالمية الثانية تحدثت الرواية عن مجتمع يعيش في دير لامات (نسبة إلى لاما التبت ) في وادي مجهول ومنقطع عن العالم الخارجي يسمى شانجري لا.

اجتمعت في شانغري لا كل حكمة الجنس البشري، وكل كنوز الثقافة على مر العصور، و اختزنت في أذهان الناس الذين تجمعوا هناك في مواجهة كارثة وشيكة.

ضربت فردوس هيلتون هذه وتراً حساساً في ذلك الوقت، و اكتسحت شعبيتها الآفاق حتى أن دعاية الرئيس الأمريكي روزفلت لاتفاقية كامب ديفيد كانت ( جنة شانغري لا ). وعندما حوّلت الرواية إلى فيلم هوليوودي كان نجاحه محققاً.

في هذه الأيام دخلت الكلمة إلى اللغة المتداولة، وانتشرت من الخطوط الجوية وحتى إلى فنادق الصين ومنتجعات فلوريدا.

يمكن فهم انبهار الناس الوقتي برواية الفردوس المفقود إذا علمت أن التبت وقتها كانت أرضاً بكراً لا يعرف عنها العالم الغربي شيئاً؛ كانت بالنسبة لهم أرضاً أسطورية بلا خرائط ولا معالم، فقط بضعة معابد هنا وهناك ورهبان بقدرات نفسية قد تبدو خارقة.

مشهد من فيلم الفردوس المفقود 1937

الآن، لا شيء خفي. صحيح أنك بنقرة تستطيع أن ترى التبت من منزلك باستخدام نظام تحديد المواقع، لكن تبقى شانغري لا جنة أرضية لم يبلغها أحد بعد.