كيف تعلّمين طفلك المشاركــــــــة؟
عندما يرفض طفلك ( من عمر عام إلى 3 سنوات ) ان يشارك لعبته المفضلة مع أحد ( او حتى اللعبة التي لا يفضلها على الاطلاق! ) فهذا لا يدل على أنه اناني، إنه فقط يفعل ما يمليه عليه عمره.
المشاركة هي مهارة ينميها الطفل ويكتسبها مع تقدمه في العمر وعلى مدار سنوات. أن يتعارك طفلك مع أخيه او اصدقائه بسبب لعبة لهو شيء معتاد. صحيح ان احداً منا لا يحب أن يرى صراعاً بين الاطفال، لكن ان كان يلعب مع اطفال من سنه فلن يكون الوحيد الذي يصرخ " إنها لي وحدي!".
ولأن الاطفال يتعلمون مما يرونه، فعلى الأهل استغلال كل فرصة لممارسة ( المشاركة ) أمام الطفل، ومعه. تستطيع الأم أن تشارك طفلها طعامها " أنا اتناول طعامي، هل تحب أن تشاركني فيه؟". عندما يحاول الطفل ان يشارك شيئاً ما، فيجب علينا أن نحتفي به ونبارك عمله. وبالتدريج سيتشرب الطفل معنى المشاركة ويبدأ في تطبيقه، خاصة لو أنه شعر أنه يُدخل السعادة إلى قلب والديه بالمشاركة.
ربما تستغرب إذا عرفت أن الطفل يفعل الكثير من ( ما قبل المشاركة )، فمجرد أنه يحمل العابه ويريها لغيره فإن هذا نوع بدائي من " مشاركة الاهتمامات "، وعلينا أن نشجعه " كان رائعاً أن تُري أحمد سيارتك الجديدة "، واذا لاحظت أن طفلك ترك لعبته ليهتم بغيرها فإنه بامكانك اقتراح ان يعطيها لصديقة ليجربها " ما رأيك لو يلعب بها احمد قليلاً ليجربها مثلك؟ ". واذا رفض فلا تُلحي عليه، دعي الامور تتحرك بسلاسة.
من طرق تجنب النزاعات والشجارات على الالعاب هو ان تخبئ الام بعض الالعاب التي يرفض الطفل مشاركتها ابداً، او ان تشرحي للاطفال أن هذه الألعاب ليست للمشاركة مثلاً. ربما تقترحي لعبة جماعية كبيرة تديرينها ويشارك كل منهم بلعبته المفضلة فيها.
والأهم من ذلك كله، هو ألا تعاقبي طفلك - أبداً - على عدم مشاركته اشياءه، خاصة في هذا العمر.
تستطيعي أن تشعريه أنك محبطة بسبب سلوكه أو انك تشعرين بالحزن، وهذا كل مافي الامر. لا تضخمي الموضوع؛ فبعض النزاعات يجب اهمالها وعدم الالتفات إليها. دعي طفلك يحاول حل هذه الامور بطريقته مع الاطفال امثاله، وعندما يرى مشاعر من حوله من الاطفال نتيجة سلوكه، سيتعلم ان عليه بذل المزيد من الجهد ليكون صديقاً جيداً!.