كيف أستطيع تعليم الحذر لطفلي الذي لا يخاف شيئاً؟
سؤال قد تسمعينه من أم متعبة : هناك أطفال - حرفياً - لا يخافون شيئاَ؛ سواء كان مكاناً مرتفعاً او شعلة لهب او حتى شارعاً مزدحما. هناك العديد من الاطفال الذين لا يرتدعون من كلمة لا، او تفيد تحذيرات الوالدين لهم. كيف تستطيع الامهات تعليم الانتباه والحذر لمثل هؤلاء الاطفال؟
ينقسم الاطفال هنا إلى نوعين ، ونحن هناك نتحدث عن الاطفال في مرحلة ما يسمى Toddlers ، أي الاطفال في الفئة العمرية ما بين 1 - 3 سنوات - :
الاطفال الذين يتعلمون من التجربة :
تقول احداهن ان طفلتها الصغيرة اتعبتها كثيراً في تسلق كل الاشياء المرتفعة ومحاولة القفز من فوق الخزائن، في النهاية قررت ان تتركها تحاول القفز : تعاونت هي وزوجها في تأمين المكان بالوسائد، ثم تركت الطفلة تتسلق، وتقفز. هنا شعرت الطفلة بالالم، صحيح انها لم تتعرض لاصابة خطيرة بسبب تجهيز الاهل للمكان، لكنها عرفت أن القفز من مكان مرتفع هو أمر مؤلم، لذا لم تكررها.
وهنا على الاهل ترك اطفالهم يجربون بعض الامور حتى يتعلموا خطورتها. شعلة النار مثلا، لا ندعوا بالطبع إلى دفع الطفل إلى لمس شعلة طباخ الغاز مثلا، او المدفأة المشتعلة، وإنما تهيئة ظروف يمكن التحكم فيها. اجعل الطفل يلمس قاعدة الصحن الذي يحوي بعض الشوربة الساخنة، وتعليمه أن هذا ساخن - أو اي كلمة يستعملها الوالدان للدلالة على النار او السخونة - وجعل الطفل يلمسها ليشعر بحرارتها فينفر منها.
عندما يجرب الطفل الاشياء - تحت سيطرة الاهل لتفادي الاذى والضرر - فإن هذا النوع من الاطفال يتعلم ولا يكرر الشيء نفسه لئلا يتألم.
الاطفال الذين يتعلمون عندما يكبرون في العمر :
هذا هو النوع المتعب من الاطفال. هناك نوع من الاطفال حتى لو تعرضوا لتجربة شيء ما، وشعروا بالألم؛ الوخز، الحرق، الالم الجسدي فإن شيئاَ لا يردعهم عن تكرار الفعل نفسه مراراً وتكراراً. وهذا النوع من الاطفال لا يتعلم أبداً حتى يكبر في العمر ويزداد وعيه شيئاً فشيئاً.
تقول احداهن انها اخذت طفلها إلى مركز التسوق، حاول طفلها رغم ابعاد اهله ان يحشر اصبعه في مسننات احدى الالعاب، ورغم منع اهله له إلا انه غافلهم وادخل اصبعه لينجرح بعدها وتسيل دماؤه ويملأ صراخه المكان. لكن هذا لم يمنعه في اللحظات الاولى من توقفه عن البكاء عن اعادة المحاولة وتكرار الشيء نفسه رغم شعوره بالالم. هذا النوع لا يرتدع ابداً حتى بالتجربة. لكن الام نفسها تردف القول أنها شعرت أن طفلها بدأت تصرفاته بالاتزان شيئاً فشيئاً وذلك مع تقدمه في العمر.
وهنا على الاهل الصبر والتحمل ومحاولة ابعاد اي شيء عن مثل هذا الطفل منعاً من ايذائه نفسه.
0 on: "كيف أستطيع تعليم الحذر لطفلي الذي لا يخاف شيئاً؟"