لماذا الأطفال سيئون للغاية في لعبة الاختباء ( الغميضة )؟
يستمتع الأطفال في جميع أنحاء العالم بلعبة الغميضة ( الاختفاء Hide and Seek ). هناك متعة غريبة يشعر بها الاطفال في الهرب من احدهم والاختفاء عن ناظريه.
وعلى كل حال، فإن الباحثين والآباء على حد سواء يلاحظون الشيء ذاته : كل الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ( سيئون ) للغاية في ( الاختباء). في الواقع، يكتفي كثيرون منهم بتغطية رأسهم أو حتى اغماض اعينهم وترك باقي جسدهم مكشوفاً.
لفترة زمينة طويلة تم تفسير هذا السلوك عند الأطفال بأنه أحد أوجه ( الأنانية ) الطفولية. قال بعض علماء السلوك أن الطفل الصغير لا يستطيع تصور الأمور من وجهة نظر غيره. يظن الأطفال خطاً أن الآخرين يرون الأشياء بنفس الطريقة التي يرونها هم بها. بالتالي، فإن انعدام الرؤية بالنسبة لهم ينعكس على كل العالم من حولهم.
في المختبر قام الباحثون بتجارب سلوكية على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين الثانية والرابعة. في المرة الأولى قام الباحثون بتجارب بتغطية عيونهم وآذانهم بأيديهم، ثم تم سؤال الأطفال عما إذا كانوا يستطيعون أن يروا أو يسمعوا الشخص البالغ. الغريب في الأمر أنهم انكروا قدرتهم على ذلك!. والشيء ذاته حدث عندما غطى البالغ فمه؛ أنكر الاطفال قدرتهم على الحديث معه.
ما توصل له الباحثون أن السلبية في اجابات الأطفال عكست شيئاً واحداً واضحاً : إن الطرف الآخر لا يمكن أن يُسمع أويُرى إذا كانت عينه أو اذنه مغطاة!. وعلى الرغم من أن الشخص البالغ كان متواجداً أمامهم إلا أن اعتقادهم خالف هذا.
ما الذي يحدث؟
التفسير الوحيد الذي ناسب هذه الرؤية هو أن الأطفال يعتقدون أن التواصل البصري المباشر - تبادل النظرات - هو شيء أساسي كي يرى أحدنا الآخر. وهذا يعني بلغة الطفل البسيطة " أستطيع أن أراك اذا كنت أنت تراني ".
وهكذا يفترض الطفل أن اشتراك الشخصيين المعنيين بالفعل نفسه هو شرط ضروري لحدوثه. نتبادل النظرات فنرى بعضنا، تُكشف آذاننا معاً فيستطيع أحدنا أن يسمع الآخر معاً…
وهذا عكس الأنانية تماماً؛ يصر الأطفال على أن اشتراك الأثنين في الفعل نفسه شرط أساسي لحدوثه.
0 on: "لماذا الأطفال سيئون للغاية في لعبة الاختباء ( الغميضة )؟"