لماذا سيكون آخر نجوم الكون قزم أحمر؟
الحقيقة هي أن الكون من حولنا يموت ببطئ. بعد فترة طويلة، طويلة حقاً من الزمن فإن شمسنا الرائعة ستحترق تاركة وراءها الكون يتحرق شوقاً للحياة، وآخر ما سيحترق من النجوم هو الأقزام الحمر.
الأقزام الحمر هي اكثر النجوم شيوعاً في الكون، لكن بسبب صغر حجمها واضاءتها الخافتة فإنه لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة.
تشكّل الاقزام الحمر ما نسبته 70% من النجوم المنتشرة حولنا في الكون. وعلى الرغم من أن آلية الاحتراق لديها تشبه ما لدى النجوم الخرى - اندماج الهيدروجين لانتاج الهيليوم - الا أنه وبسبب صغر حجمها ( اصغر نجوم السلسلة النجمية ) وانخفاض كتلتها فإن هذا يعني حرقاً أبطأ للهيدروجين، بالتالي فإن الحرارة فيها لا ترتفع كثيراً ؛ حيث لا تتجاوز حرارة سطحها 2700° مئوية. الحرارة المنخفضة تعني أنه خافت كثيراً، أكثر بكثير من نجم بحجم شمسنا.
قزم أبيض |
ولأن الاحتراق بطيء للغاية، فإن الاقزام الحمر - عكس النجوم الكبيرة - لا تحرق الهيدروجين الموجود في لبها فقط، بل تحرق الهيدروجين الداخلي والخارجي معاً مما يعطيها عمراً طويلاً جداً ربما اطول من عمر الكون نفسه، يعتقد البعض أنه ومع آلية الاحتراق البطيئة والمختلفة هذه فإنه من الممكن ان يصل عمرها إلى 10 تريليونات عام!
واستناداً إلى هذا فإن الاقزام الحمر لا زالت أطفالا مقارنة بباقي النجوم، مما يعني انها ستبقى لفترة طويلة نسبياً بعد موت النجوم الاكبر سناً. وعندما تموت النجوم الكبيرة فإنها تترك وراءها أقزاماً بيض بحجم كوكبنا تقريباً.
وإلى جانب هذا وذاك فإن الاقزام الحمر تعد - ربما - بايجاد كوكب آخر لنهاجر اليه وذلك لأن لها كواكب صغيرة تدور في مدارات حولها.
وعلى الرغم من احتمال وجود ماء على الكواكب التي تدور حول الاقزام الحمر، فإن لهذا مشاكله أيضاً؛ فبسبب جاذبية النجم الاحمر فإن مدار الكواكب حوله غالباً سيكون ضيقاً ومدوداً، وهذا يعني ان الوجه المقابل للنجم - نتيجة ثباته وعدم قدرته على الدوران - سيبقى دائماً مضيئاً حتى يحترق، والوجه البعيد عن النجم سيبقى معتماً حتى يتجمد.