لماذا يُمنع الأطفال دون السنة من تناول الحليب البقري بينما يتسطيعون تناول مشتقاته كالجبن والزبادي مثلا؟
من الأسئلة الشائعة عند الأمهات: هو لماذا يمكننا اطعام طفل عمره ما بين 6 - 9 أشهر مشتقات الحليب البقري كالأجبان واللبن الرائب (الزبادي ) لكن يُمنع منعاً باتاً اعطاؤه الحليب البقري في سنته الأولى من العمر؟
يمكننا فهم الأمر على مراحل…
لماذا يمنع الطفل من شرب الحليب البقري قبل أن يُكمل عامه الأول؟
يجب أن نعرف ان الحليب البقري يفتقر إلى الكثير من المغذيات الأساسية،والفيتامينات والمعادن وحتى الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم. وعلى الرغم من أن الحليب المصنع الخاص بالأطفال غني بالمغذيات إلا أنه يفتقر إلى الكثير من أوميجا 3 والأجسام المضادة المدعمة لجهاز المناعة والكثير من الأنزيمات والهرمونات التي لايمكن تصنيعها في المختبر.
الآن، اذا تم استبدال حليب الأم والاستعاضة عنه بالحليب البقري فإن هذا بامكانه أن يصيب الطفل دون 12شهر بالأنيميا ( نقص الحديد ).
السكريات ( متمثلة باللاكتوز Lactose ) والبروتينات ( متمثلة بالكازين Casein ) الموجودة في الحليب البقري يصعب على الطفل هضمها، ناهيك عن انهما يعوقان عملية امتصاص الحديد عند الطفل.
يولد معظم الأطفال وفي اجسادهم مخزون من الحديد يكفي حتى عمر 6 أشهر،وعندما يبدأ هذا المخزون بالاستهلاك والنفاد فيجب اعادة تعبئته مرة أخرى،وهذا يفسركون معظم اغذية الأطفال ( الحليب البودرة اوالحبوب المصنعة ) مدعمّة بالحديد. وعلى الرغم من أن اغذية الأطفال هذه أساسها هو الحليب البقري إلا أن السكريات والبروتينات صعبة الهضم قدتم تكسيرها وتحويلها إلى صيغة يمكن أن يتعامل معها جسد الطفل وبالتالي لن تؤثر على امتصاص الحديد.
السؤال الآن هو :
لماذا يستطيع الطفل تناول مشتقات الحليب وليس الحليب نفسه قبل العام الأول؟
الأجبان واللبن الرائب ( الزبادي ) من الأغذية المنصوح بها للأطفال دون السنة الأولى من العمر، لكن لماذا؟
يتحول الحليب إلى اللبن الرائب أو الجبن بعملية تسمى تخثر اللبن ( البعض يسميها التجبّن - من كلمة جبن )، وهي عملية تُحدث أثراً مشابهاً لما يحدث للحليب عندما يُطبخ؛ أي أن اللاكتوز يتكسر ويتفكك فيصبح امتصاصه أسهل.
ويفضل في البداية أن يقدم اللبن الرائب وحده بدون محليات أو منكهات صناعية، ويكفي اضافة بعض الفواكه المهروسة فحسب اليه، وهو مصدر غني بالدهون والكالسيوم وفيتامين د.