لماذا تبدو الأشياء أصغر كلما ابتعدنا عنها؟
بالتأكيد لاحظت هذه الملاحظة : ترى مبناً من بعيد فتحسبه صغيراً، لكنك كلما اقتربت منه اكتشفت ان حجمه يزداد، والعكس صحيح قطعاً.
فعلياً، حجم الأشياء لا يتغير، لكن لماذا تختلف رؤيتنا له باختلاف بعدنا عنه؟
تعتمد الإجابة على عدة عوامل منها : منظور الشخص الرائي، والنسبة بين حجم الشيء الحقيقي وحجمه الظاهري.
تحدث هذه الظاهرة بسبب آلية رؤية العين للأشياء وكيف تنعكس أشعة الضوء عن الأجسام باتجاه أعيننا.
على سبيل المثال : لو كنا نتحدث عن مبنى مدرستك الابتدائية، فإن حجمها الأصلي يمكن حسابه بالأمتار - وهو لا يتغير طبعاً - بينما الحجم الظاهري يعتمد على زاوية رؤيتنا للمبنى، وهذا يمكن قياسه بالدرجات.
تُحسب زاوية الرؤية هذه بأنها رأس المثلث؛ حيث تكون العين في رأس المثلث، وقاعدة المثلث هي
نهايات الجسم المراد رؤيته.
نهايات الجسم المراد رؤيته.
كلما اقتربنا من الجسم فإن الزاوية هذه تزداد،لذا يبدو الجسم أكبر، وكلما ابتعدنا فإن الزاوية تقل مما يجعل الأشياء تبدو أصغر فأصغر.
رياضياً، فإن الارتفاع الظاهري للجسم يتناسب عكسياً مع بعد الناظر اليه. وكما في المعادلة المعروفة
الارتفاع الظاهري = الارتفاع الحقيقي/المسافة. أي انه كلما ازدادت المسافة ( ابتعدنا عن الجسم المراد رؤيته ) قل الارتفاع الظاهري للجسم.
وربما تذكرت كلمة التحذير المكتوبة على مرايا السيارات الجانبية : (الأجسام في المرآة تبدو أبعد مما هي عليه في الواقع ).
يعود هذا إلى أن مرايا السيارات الجانبية هي مرايا محدبة، وهي مرايا لها القدرة على ( ضغط الأجسام)؛ أي جعلها تبدو اصغر وابعد وهذا لمنح السائق مدى رؤية اوسع.
وعلى الرغم من ان الصور تبدو اقرب مما هي عليه، إلا انها تسمح للسائق بمدى رؤية اكبر. ولأسباب تتعلق بالأمان فان ترى اكثر، يعتبر أفضل بالتأكيد.