ما سبب "كرة النار الغريبة " التي ظهرت في سماء البرتغال؟
في أواخر كانون الثاني عام 2016، نزلت غيمة مخضبة باللون الذهبي وعبرت سماء جزيرة ماديريا Maderia البرتغالية.
تم تصوير تلك الغيمة الغريبة عن طريق مدون الطقس البرتغالي روجيرو باتشيكو، والذي وصفها بأنها " كرة نار"، على الرغم من أن الكثير من التعليقات حول الصورة وصفتها بأنها ( يد الإلـــه ).
بعد الفحص والتمحيص، وُجد أن هذه الظاهرة ليست بنفس المستوى من الدراما المطروح على الشبكة العنكبوتية، لكن العلم البسيط وراءها ما زال مدهشاً.
في الواقع، ظهور هذه الغيمة بهذا الشكل وبتلك الألوان المميزة هو نتاج اجتماع عدة عوامل غير معتادة أثرت في غيوم عادية تماماً، والمدهش هنا أنه تم التقاط الصورة في الوقت الصحيح بالضبط؛ حيث أنه لو تأخر المصور في التقاط الصورة لما رآها احد هكذا؛ كانت ستختفي بعد بضعة دقائق.
في البداية، الظلال الذهبية والحمراء يمكن تفسيرها بسهولة : إنها أشعة شمس الشروق التي صبغت الغيمة بتلك الألوان في الوقت المناسب فحسب.
لكن، ما سبب هذه الظلال المعتمة والألوان القاتمة في اعلى الغيمة؟
التفسير كان بسيطاً أيضاً : يعود ذلك الى اختلاف نوعيّ الغيوم التي شكلت تلك الكرة العملاقة في السماء، وبالتالي اختلاف ارتفاعاتها، مما أدى إلى تكوين ظلال مختلفة ومتنوعة.
والذي حدث بالضبط هو أن الغيوم المعتمة الظاهرة في أعلى الغيمة كانت عبارة عن غيوم طبقية والتي تتكوّن عادة على ارتفاع يتراوح ما بين 2400م و 6100م، اختلطت مع غيوم ركامية عادية في الطبقة السفلى، تتكوّن عادة على ارتفاع 1000 م فوق سطح الأرض.
اختلاف الألوان الواضح هنا جاء من اختلاف ارتفاعات الغيوم؛ ففي الأوقات العادية يكون اللون الرئيسي هو
الرمادي ودرجاته، لذا لا تستطيع العين التمييز بينهما، لكن في هذه الحالة ولأن أشعة الشمس سقطت على الغيوم، في وقت معين، وزاوية معينة فإن ظلالاً ملونة غطتها وأظهرت اختلافها.
ولم تكن هذه هي الغيوم الوحيدة التي تم تصويرها هذا العام؛ حيث أظهر فيديو رائع تم تصوير الغيوم فيه بتقنيةتسريع الزمن في جورجيا الأميريكية المدينة وكأنها تحت الماء.