كيف يجد الحمام الزاجل طريق العودة إلى المنزل؟
بالتأكيد سمعت عن الحمام الزاجل. ففي الوقت الذي يعد التواصل مع احدهم اسهل ما يكون؛ برسالة نصية او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي او حتى بمكالمة هاتفية، كان الحمام الزاجل هو الطريقة الاسرع والانسب لنقل الرسائل عن بعد.
لكن، كيف يجد الحمام الزاجل طريقه للعودة إلى المنزل ( الوطن )؟ يسافر الحمام الزاجل بسرعة تصل إلى 50ميل/ساعة ويقطع مسافة قد تصل إلى 1100 ميل.
شاع استخدام الحمام الزاجل منذ عصر الفراعنة القدماء وحتى في الحربين العالمية الاولى والثانية، بل وتم
تكريم بعضها بميداليات خاصة تقديراً لجهودها في ارسال رسائل مهمة في اوقات حرجة.
دعونا نعرف شيئاً ما؛ لم يتم التوصل إلى تفسير شامل لآلية تحديد المكان والاتجاه كاملة كما يفهمها الحمام الزاجل، لكن هناك نظريات عديدة تفسر الكثير من جوانب الموضوع.
يعتقد العلماء أن الحمام الزاجل يمتلك نظامين للملاحة وتحديد المكان والاتجاه. الأول هو نظام البوصلة، والثاني هو نظام الخريطة. يساعد نظام البوصلة الحمام الزاجل على تحديد الاتجاه الصحيح للعودة، بينما يساعد نظام الخريطة على مقارنة المكان الحالي للحمام مع المكان الذي يُفترض ان يكون فيه ( المنزل / الموطن ).
تعتمد آلية البوصلة لدى الحمام الزاجل - وكما في الكثير من الطيور الاخرى - على الشمس؛ حيث تستخدم هذه الطيور موقع الشمس و زاويتها من الافق لتحديد الاتجاه المناسب للطيران. بينما نظام الخريطة يظل - إلى حد ما - شيئا غامضاً لم يتم سبر اغواره كاملة بعد.
بعض الابحاث تعتقد أن الحمام الزاجل يعتمد بشكل كبير على المجال المغناطيسي الارضي؛ حيث يمتلك الحمام الزاجل كمية من الحديد في منقاره مما يجعله يتأثر بخطوط المجال المغناطيسي الارضي.
لكن آخر الدراسات الحديثة - حسب ما اوردته منظمة ناشونال جيوغرافيك - اعلنت ان الحمام الزاجل يعتمد على ( سماع ) نوع ما من الاصوات منخفضة التردد Ultra low frequency sound أو ما اطلق عليه
Infrasound ( كما في الاشعة تحت الحمراء Infrared ). حيث لا تستطيع الاذن البشرية التقاط هذه الاصوات او سماعها بينما يلتقطها الحمام الزاجل ويستخدمها لتحديد موطنه بفرز الاصوات المميزة له.
لكن ما هي الانفراساوند Infrasonic sound ؟
يطلق هذا المصطلح على الاصوات التي يقل ترددها عن 20 هيرتز.
ولها العديد من المصادر؛ الطبيعية مثل التقلبات الجوية العميقة، الزلازل، البراكين، الشلالات، البرق، الشفق القطبي، الجبال الجليدية، امواج المحيط.
تخاطب الحيوانات مع بعضها مثل الحيتان، الفيلة، افراس النهر، وحيد القرن، الزرافات، زئير النمور.
المصادر الصناعية التي يصنعها الانسان؛ صوت محركات الديزل، القنابل الصوتية، مكبرات الصوت، توربينات الهواء.
يستمع الحمام الزاجل لهذه الاصوات حتى يصبح قريباً من مكان عودته، عندها يستخدم العلامات المكانية المميزة - مثله مثل الانسان في هذا - لتحديد المكان بدقة والعودة اليه.