لماذا يعني الضوء الأخضر المرور؟
ترتبط الألوان ارتباطاً وثيقاً بحياتنا. ففي وجداننا الجمعي يرتبط اللون الأحمر بالحب مثلاً، واللون البنفسجي بالولاء، والأخضر بالسلام والطبيعة والهدوء.
وبما أننا نتحدث عن الأخضر فلا بد أن نذكر أن اللون الأخضر في إشارة المرور يعني " تحرك ".
لكن، لمـــــاذا الأخضر بالذات؟
لو حاولنا تتبع أول استخدام للون الأخضر بهذا المعنى فإن علينا العودة إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر في بدايات استخدام الطرق. كانت اشارات المرور البدائية، ورغم اختلافها شكلاً إلا أنها احتوت ثلاثة ألوان : أحدها للحركة، وآخر للتحذير والتنبيه، والثالث للتوقف.
كان اختيار الأحمر قديماً للتوقف ذو سبب واضح؛ فاللون الأحمر - لون الدماء - يرتبط بالخطر منذ آلاف السنين.
استخدم اللونان الأبيض والأخضر في التحذير والمرور، لكن استخدامهما ظل يمثل لغزاً لفترة ما من الزمن. ربما بسبب الفرق الواضح بينها وبين الأحمر. وتم التوقف عن استخدام اللون الأبيض بعد أن تبين عملياً أنه من الممكن أن يتسبب في مشكلات خطيرة.
ففي عام 1914 سقطت العدسة الحمراء الملونة التي تعني الوقوف في احدى محطات القطار ( وظهر من تحتها اللون الأبيض )، فظن السائق أن اللون الأبيض يعني المرور كالمعتاد، مما تسبب في حادث تحطم قطار مريع راح ضحيته العشرات. وبعد هذا الحادث تم التوقف تماماً عن استخدام اللون الأبيض في نظام الاشارات.
تم اعتماد اللون الاحمر للتوقف، واللون الأخضر للحركة وذلك لأنهما من أكثر الألوان وضوحاً. وتم اختيار اللون الأصفر - أو البرتقالي - كلون تحذيري.